الأربعاء , مارس 29 2023

تزوير وتزييف وثائق الأنساب


مُقدمة :
مع انتشار انساب مُستحدثه او مفهوم انساب كانت مُغيبة والتي لم تك تحظى بشهرة النسب الشريف اوتواتره او الاستفاضة به وحتى لم تكون في موروث او روايات تلك القبائل او العوائل او الاسر, واعتمادأ على وثائق او مستندات او مخطوطات فُبركت بوسائل مختلفة إلتصقوا بالنسب الشريف وبأعمدة النسب المشهورة والثابته في كتب الانساب المُعتمدة .
فازداد التزوير والتزييف لادعاء النسب الشريف ، لكونه غاية الشرف ومنتهاه وكذا الادعاء بالانتساب لقريش وقبائل العرب.
ولجأ المزورون لاستخدام خامات قديمة من ورق وجلود واحبار واختام لسطر مخطوطاتهم المُفبركة والتي ربما لم تكن مستعملة في تلك الفترة ,وكان هذا من اسباب سقوطهم ليكشفهم الله.
فأهل الخبرة والدراية على اطلاع لانواع المواد الخام المستخدمة في الكتابة في كل زمان ومكان من حيث نوع الورق او الجلود او الاحبار او الخطوط اواسلوب الكتابة وشكل الاختام وصيغ التحليات , وتبقى هذه المعرفة عندهم من اسرارهم لا يكشفون الا اليسير منها حين تحقيق مخطوط , فهم لا يكشفون درايتهم وذلك حتى لا يستدرك المزورين والمزيفيين الوقوع في تلك الاخطاء .. ومثال ذلك علامات الترقيم التي لم تُعرف الا بأوائل القرن المنصرم , لتعجب ان تراها بمخطوطات يُقال انها تعود الى قبل ظهور علامة الترقيم من اقواس وشرطة وعلامات اقتباس وغيرها.
اصبح على الشرفاء والامناء من المشتغلون في علم النسب توضيح بعض الامور لحماية الانساب من الادعياء واللصقاء وتجار الانساب .


التفريق ما بين تزوير الوثائق وتزييف الوثائق .


قد يسطو الراغب بنسب على مخطوط اصلي ويقوم بالعبث والتحريف بالمخطوط او بالوثيقة أو المستند بالحذف أو الإضافة حتى يتلائم مع خط النسب الذي يريد الصاق نفسه به وهذا ما يُسمى تزويرا وفي الغالب يتم اضافة أسم لا وجود له.
وقد ظهر في العقود الاخيرة مع ثورة التكنولوجيا مخطوطات او وثائق حديثة بقوالب قديمة استحدثوها بشكل يحاكي وثيقة أو مستند صحيحاً من حيث مواد الخام والشكل واضافوا عليها التأكل والتمزيق وهذا ما يُسمى بالتزييف.

كيف تتم علمية التزوير او التزييف

التزوير بالنقل : أما بطريقة مباشره بدون استخدام وسيط أو بطريقة غير مباشره بالشف والنقل باستخدام الكربون أو تتبع الضغط.
التزوير بالمحو الالي: ازالة كل أو جزء من كتابة المسند بآله حاده أو مطاطية لمحاولة إخفاء آثارها وهو ما يترتب عليه تغيير في المعنى او بيانات المستند.
التزوير بالمحو الكيميائي: وهو استخدام مواد كيميائية لازالة احبار الكتابة أو الطباعة أو مسح هذا المستند.
التزوير بالإضافة : وهو ادخال كتابه جديده على كتابه اصليه في مستند بعد تحريره والتوقيع عليها.
التزوير بالطمس : اخفاء الكتابة سواء أثر أو حرف أو كلمة أو رقم بالشطب أو الطمس أو كتابه اخرى فوقها.





الأسباب التي تدفع البعض الى إدعاء النسب الشريف .

هناك اسباب مختلفة تدفع ضعاف النفوس ممن لا يخافون الله عدا تجار الانساب , محاولة الانتساب الى ماء غير ماء اباؤهم حيث وردت نصوص كثيرة تحذر من ادعاء المرء لغير ابيه ومن هذه الاسباب او الدوافع البحث عن ( المكانة الإجتماعية , الجاه , الشهرة , تحقيق عوائد مالية , الرغبة في السيادة او الحكم )
وقد يقع البعض بالخطأ الغير مقصود مثل تشابه الاسماء , واختلاط الاحلاف بتقادم الزمن , وكثرة المصاهرات ,والشبهة او الجهل في الاحكام الشرعية وضوابط علوم الانساب. وهم بالغالب من اصحاب الاهواء ومن لا يملك دراية في علم الأنساب او من يتسارع إلى ثبوت ما يغلب على الظن وعدم التوقف في صحته من ذلك بدون تثبت حسب الاصول ,
وقديما مجهولي النسب ادعوا الانتساب الى العرب بشكل عام والى قريش بشكل خاص واكثر الانساب تعرضت للاختراق هي انساب (آل البيت ) صلوات الله عليهم وسلم….وما زال ذلك قائما حتى اليوم .
وبالعقود الاخيرة كثر مدعي الهاشمي و النسب البكري والنسب العمري , طمعا في عراقة النسب وطمعا في اوقافهم وخاصة بعد التعويضات الهائلة التي اقرتها السعودية لعمليات التوسعة التي جرت في الحرمين الشريفين في الحجاز وتغيير قانون الاوقاف الاهلية في مصر.

من الاساليب التي يعتمد عليها المزورون في كتابة المخطوطات

يستغل المزور تشابه الاسماء في اعمدة النسب او تشابه بعض الالقاب او الهجرة من موطن اشتهر بساكنيه احد الفروع الهاشمية او تحريف نسبة السكن الى نسبة دم كالعلوي او الحسينية او استغلال دخول احلاف الى قبائل هاشمية او من خلال اجازات الطرق الصوفية والتي ينتسب فيها المريد الى شيخه لالصاق مُدعي نسب.
ووصل الامر من بعض تجار الانساب الى اعادة طباعة كتب انساب قديمة او حديثة مع اضافات وتغييرات وهوامش او تمويل طباعة كتب جديدة في الانساب ليتم اضافة الانساب المُستحدثة اليها .
والتزييف والتزوير ليس امر طارئ او مُستحدث بل قديم وله جذور تاريخية حتى وصل الامر انه تم تزييف كتاب نسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخط سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.

تزوير خط علي بن ابي طالب رضي الله عنه

ورد في سير اعلام النبلاء “أظهر بعض اليهود كتابا ادعى أنه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة الصحابة، وذكروا أن خط علي – رضي الله عنه – فيه.
وحمل الكتاب إلى رئيس الرؤساء، فعرضه على الخطيب، فتأمله، وقال: هذا مزور، قيل: من أين قلت ؟ قال: فيه شهادة معاوية وهو أسلم عام الفتح، وفتحت خيبر سنة سبع، وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات يوم بني قريظة قبل خيبر بسنتين……فاستحسن ذلك منه “

تزوير الانساب في القرن الثاني للهجرة

ذكر المؤرخ النسابة أبوعمر محمد بن يوسف الكندي (توفي سنة 355هـ تقريباً) في كتابه قضاة مصر ، قصة مسندة تدل على الرشوة في الأنساب ، حيث قام بعض أقباط مصر يقال لهم أهل الحَرَس ( وهي ناحية من نواحي مصر ) برشوة القاضي عبدالرحمن بن عبدالله العُمري ، الذي عينه في قضاء مصر الخليفة العباسي هارون الرشيد سنة 185هـ ، فألحقهم بالعرب ونسبهم إلى بني حوتكة بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة ، وقد عُزل ذلك القاضي بأمر الخليفة الأمين بن هارون الرشيد سنة 194هـ ،وعين بدلاً منه القاضي هاشم بن أبي بكر البكري ، الذي أمره الأمين أن يرد أهل الحرس إلى نسبهم الصحيح ، بعدما قدم وفد من قبائل العرب من أهل مصر يشتكون على أهل الحرس الأقباط والقاضي العُمري الذي نسبهم ، فاستدعى القاضي البكري أهل الحرس بقضية العمري لهم ، فأتوه بها (أي ورقة الحكم بتنسيبهم) ، وتوهموا انه يزيدهم شهوداً ، فأخرج البكري مقراضاً من تحت مصلاه ، فقطع قضية العمري ، وقال لهم : العرب لا تحتاج إلى كتاب من قاض ٍ ، إن كنتم عرباً فليس ينازعكم أحد.

فقال الشاعر معلى الطائي :
يا بني البظراء موتوا كمداً ### واسخنوا عيناً بتخريق السجل
لو أراد الله أن يجــــــعلكم ### من بني العباس طُــــــراً لفعل
لكن الرحمن قــــد صيركم ### قبط مصــــر ومن القبط السفل
كيف يا قبط تكونوا عـرباً ### ومريسٌ أصلكم شــــــر الجيل
وقال الشاعر يحيى الخولاني :
اشكروا الله على إحسانه ### فله الحمد كثيراً والرغب
رجـــع القبط إلى أصلهم ### بعــد خزي طوقوه وتعب
ودنانير رشـــوها قاضياً ### جائراً قد كان فينا يَغْتصب
أخذ الأموال منهم خدعـةً ### وتولى عنهم ثــم هـــرب
المصدر كتاب (قضاة مصر) لأبي عمر محمد بن يوسف الكندي، ص 111 ، ص112 .


الدولة الفاطمية

ادعوا النسب الى جعفر الصادق رضي الله عنه ليتمكنوا من الحكم وقد بين العلماء والمؤرخون في ذلك الزمان كذب تلك الدعوى، وأن مؤسس الدوله الفاطمية أصله مجوسي، يدعى سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الأهوازي، وسعيد هذا تسمى بعبيد الله عندما أراد إظهار دعوته ونشرها ولقب نفسه بالمهدي. فانتسابه إلى آل البيت كذب وزور، وإنما أظهر ذلك الانتساب لاستمالة قلوب الناس إليه.
وقد قال العلامة ابن خلكان في «وفيات الأعيان» (3 ـ 118) «والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم في النسبة المحمدية أصلا”
وقال الذهبي في «العبر في خبر من غبر» (ج 2 ص 199) «المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق
وقد ذكر غيرهما من المؤرخين أنه في ربيع الآخر من عام 402 هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين المحدثين وشهدوا جميعاَ أن الحاكم بمصر وهو منصور الذي يرجع نسبه إلى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب، وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات علي بن أبي طالب رضي الله (يقصدون سعيد) «وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير». نقل ذلك ابن كثير في «البداية والنهاية» (11ـ 346)

تزوير الانساب في العصر الحديث

مع توفر اوراق فارغة قديمة او جلود قديمة ورغبة اصحابها لبيعها باسعار عالية للراغبين لمعرفتهم باهمية تلك الاوراق او الجلود ومع التطور التكنولوجي وتوفر الادوات والاحبار والناسخات والماسحات الضوئية وبرامج الحاسوب المتطورة ومختلف انواع الاوراق القديمة او المعتقة بطرق احترافية وسهولة الحصول عليها من خلال مواقع مختلفة على الشبكة العنكبوتية ازدادت عمليات التزوير والتزييف في العقود الاخيرة.


[COLOR=”Red”][U]ومن امثلة ذلك

أنساب اشراف نجد وتهامة فلا يستقيم ان تجد به تفصيل انساب لاسر في الشام او مصر او المغرب ولم يكن لها حظ الاقامة في نجد او تهامة .
و في احدى تلك المخطوطات ذكر لاهل البوادي من ال البيت الذين دخلوا في احلاف قد نُسب فيه اقوام الى ضيغم بن خشرم بن دوغان بن جعفر بن هبة بن سليمان بن جماز بن أمير المدينة المنورة منصور الذي لم يرد ذكر عقب له عند النسابة مثل السيد علي بن الحسن بن شدقم الحسيني المتوفى سنة 1033 هـ في كتابه (( نخبة الزهرة الثمينة في نسب أشراف المدينة )) فلم يذكرهم عند بسطه لذرية آل هبة بن سليمان بن جماز بن منصور ، وأصبحوا في عداد المنقرضين وغير المعقبين .. كذلك لم يذكرله عقب النسابة ضامن بن شدقم الحسيني المتوفى بعد عام 1090هـ بمخطوطة تحفة ألأزهار المشهورة .


مخطوطات مُستحدثة تُنسب للارشيف العُثماني


ظهرت قبل اسابيع مخطوطات مكتوبة على ورق الكورنة الذي كان مستخدما في نهاية العصر العثماني مُتآكل اطرافها مسطورة بنفس الحبر المُستخدم بتلك الفترة وتنسب لكاتب مجهول اسمه (عبد الكريم) يقولون انه تجول في المناطق ونقل الانساب منها.
ما يدعو للشك والريبة في تلك المخطوطات
اولا: المخطوطات تعتبر جزء من تراث الدولة ولم نعلم اي دولة تخلت عن مخطوطات اصلية تحتفظ بها بخزائنها , قد تمنح الدولة نسخ مصورة ولاتتخلى عن تراثها.
ثانيا:ظهور انساب فيها لا شهرة ولا استفاضة ولا ذكر لها في كتب الانساب تحت عناوين مختلفة كأنساب مغيبة او احلاف او اسر اخيضرية .
ثالثا:تطابق بعضها تماما مع مخطوطات الخواري (التي اشرنا اليها سابقا) تطابقا تاما بوجود مجموعة واحدة من الاشخاص وراء تلك المخطوطات المفبركة,سواء جلواد الصعيد او أوراق اليمن او المنسوبة الى الأرشيف التركي
رابعا:الارشيف التركي يعتمد رقما مرجعيا للوثائق مكون من احرف وارقام والاحرف تدل على مدينة منشأ الوثيقة والرقم التالي يدل على اسم الدفتر ورقمه والارقام الاخيرة تدل على تاريخ كتابة الوثيقة وهذا غير متوفر بتلك الوثائق.
خامسا: وجود علامات ترقيم في بعض المخطوطات مثل الشرطة والاقواس والنقطة وهي علامات لم تستخدم بتلك الفترة حيث اول من ادخلها للغة العربية احمد زكي باشا عام 1911 ميلادي الذي طبع رسالة اسماها الترقيم.
كتب خالد سيِّد ابراهيم ، مقال فى مجلة العربى ، العدد 480 ، ص 157 ، نوفمبر 1998 ، وزارة الإعلام بدولة الكويت ، ( مطابع الشروق بالقاهرة ) .
تاريخ بدء استعمال علامات الترقيم فى الكتابة العربية
قديماً كانت الكتابة العربية بلا فواصل ، كما كانت بلا نقط للحروف . ثم تم تنقيط الحروف ، و ظلّت الكتابة بلا فواصل حتى عهدٍ ليس ببعيد . مما نشأ عنه تداخل بين الجمل و بين أجزاء الجمل بعضها البعض ، و حدوث لبس فى الفهم . حتى جاء العلامة ” أحمد زكى ” و رأى تواجد علامات الترقيم فى كتابات الغربيين ، و خلو الكتابات العربية منها . و فى العام 1912 كان الوقت قد حان للانتفاع بمثل تلك العلامات فى كتابتنا العربية ، فأصدر رسالة عنوانها: ( الترقيم و علاماته ) .

و قد أدخل شيخ العروبة أحمد زكى باشا علامات الترقيم إلى اللغة العربية لأنه رأى أن اللسان العربى مهما بلغ درحة العلم لا يتسنّى له فى أكثر الأحيان أن يتعرّف على مواقع فصل الجمل و تقسيم العبارات ، و ذلك فى رسالته 1912 .*

و أقرت وزارة المعارف العمومية ( وزارة التربية و التعليم لاحقاً ) استخدام هذه العلامات فى المدارس المصرية آنذاك . ثم فى عام 1932 ارتضت ” لجنة تيسير الكتابة فى المجمع اللغوى ” ما أقرته وزارة المعارف المصرية و أصدرت بيان بذلك ينص على عشر علامات أضيف لها بعد ذلك المزيد .
سادسا: قمنا بتحقيق مخطوطتان وصلت الينا لعوائل ليس لها شهرة او موروث بالنسب الشريف (علما ان واحد منهم نشر شهادات نسب جعفري له وقال انها صدرت بعد تحقيق وبحث استمر سنوات وفجأة ومن خلال الوثائق الجديدة انكر نسبه الاول وادعى نسبا جديدا وقد ثبت لنا بما لا يدعو الشك من خلال البحث في المراجع وشهادات اقاربه ان المذكور لا حظ له بالنسب الشريف فأقمنا عليه الحجة وناقشناه على صفحات التواصل الاجتماعي وتواصلنا مع اقاربه الذين انكروا دعواه وعندما انهار امام البينات والحجج ولم يستطيع مقارعة الحجة بالحجة والبينة بالبينة فجر بالخصومة بالافتراء واساءة الادب حتى وصل الامر الى التهديد بالقتل فنشر شعرا مصورا في ذلك.بعد ان كشفت زيف ادعاؤه وزيف تلك المخطوطات.)

ملاحظة مهمة: ومما يثير الدهشة بتلك المخطوطات أيضاً اختصار السنة الهجرية بحرف (الهاء) واختصار السنة الميلادية بحرف (الميم) وهذا الامر لم يك معهود ومستخدم بتلك الحقبة.

وحتى عندما استخدم العثمانيون التقويم الميلادي كانوا يشيرون اليه بالتقويم الرومي او الغريفوري وكانوا يستخدمونه في المعاملات المالية فقط.

وقد بدأ استخدام التقويم الرومي في العهد العثماني في أواخر القرن الثالث العشر الهجري علما بأن تلك المخطوطات يُدعى انها كُتبت في أوائل القرن الثالث العشر الهجري فمنها ما هو مُحرر حسب ما خطه المزورين في 1212 هـ وفق 1797 م



اكشاك الانساب (نقابات وهيئات وجمعيات )


طلت علينا في السنوات الاخيرة وما زال يطل علينا العديد من هيئات الأنساب بمسميات رنانة وبراقة مثل نقابة او رابطة او جمعية او هيئة او لجنة مقرونة بكلمات رنانة أخرى مثل العالمية او الدولية… مرتبطة بدلالة مثل الاشراف او آل البيت , ومن تلك التجمعات او الهيئات ما هو ,مسمى فقط على صفحات التواصل الاجتماعي, وأخرى اجتهد القائمون عليها اكثر فقاموا بتسجيلها محليا او دوليا او بمنظمة أممية ولم يغب عن بال القائمون عليها ألحاق مسمياتهم بعبارات تطرب الآذان مثل الدولية او العالمية او نحو ذلك. هيئات في ظاهرها المعلن حفظ أنساب آ ل البيت وتطهيرها من المدعيين والملتصقين , وتثبيت انساب من صح وأشتهر نسبه وتوثيق وتحقيق الانساب الضائعة او المفقودة وتحقيق التواصل والتعارف بين آل البيت من جهة ومساعدة المحتاجين منهم من جهة أخرى حسب ما زعموا ويزعمون.
. وقامت تلك الجهات بإصدار صكوك قامت بنشرها او نشرها من حاز عليها بدون تحقيقا او تمحيصا حسب ما هو متعارف عليه وتلك الصكوك عبارة عن شهادات وبطاقات ممهورة بمختلف التواقيع والاختام الملونة صادرة من دكاكين وبسطات وأكشاك لجباية الاموال وبيع الأنساب للدخلاء والمدعين الا من رحم ربي. ودون ان تعرض على لجان التحقيق
.ولإضفاء المصداقية على تلك المسميات ,لجأت قبل الاشهار الى التواصل مع الباحثين في الانساب ,الذين اشتهروا بالنزاهة والمصداقية ,لاستقطابهم في ضمن كوادرها , مفصحين بإن مهمتهم الاساسية هي الزود عن النسب الهاشمي مرضاة لله تعالى , ولا يرجون عليه أجرا, وما ان يتحقق لهم بعضا من الشهرة والمصداقية على حساب الأسماء التي نشروها ضمن طاقم الهيئة تحت مسميات مختلفة ,من خلال صفحاتاهم في الشبكة العنكبوتية حتى ينضم لعضويتها المتلهفون للحصول على الوريقات والكراتين المزخرفة إما للتفاخر اوتزيين جدران صالوناتهم او لإضفاء شرعية على لقب سيدا او شريف اقحموه لمعرفاتهم واسماؤهم او طمعا في الوقف او فيما يترتب لآل البيت من حقوق شرعية وذلك بعد اطلاعهم على أسماء النسابين المشهود لهم بالثقة والمصداقية والذين لم يطلعوا على تلك الانساب او يقروها
وما ان يتحقق الاقبال وكثرة الطلبات حتى تسارع إدارة تلك الدكاكين والأكشاك لإعلان (التسعيرة) او ما يسموه تكاليف اصدار الشهادة والبطاقة بحجة تغطية نفقات مصاريف ادارية ومطبوعات وشحن , و الناظر الى المبلغ المطلوب قد يراه البعض مبلغا ضئيلا مقابل اصدار تلك الشهادة وتلك البطاقة , وهذا ما يطلب من صاحب النسب الصحيح (اما المدعي او الدخيل او اللصيق ) فالله أعلم ما يطلب منه او يدفع بالمقابل
.ولكن بنظرة سريعة الى عدد الطلبات المقدمة من الاعضاء لتلك الهيئات من اجل اصدار شهادات النسب وبطاقات العضوية والتي تقدر بآلاف, يستطيع المتابع حساب تلك المبالغ التي سوف ترد على تلك الهيئة سنويا وبشكل دوري دون رقيب او حسيب
وللأسف بعد اطلاعنا على العديد من شهادات او بطاقات تلك المسميات التي اصدرتها أكدت لنا بما لا يدعو للشك انها بسطات واكشاك لبيع الانساب وخاصة اعتمادها لأنساب رفضها الثقات من النسابين
إن شهوة البعض وطمعهم في وقف او مكسب دنيوي او حسدهم دفعهم الى تزيين جدران منازلهم بشهادات نسب مؤطرة ببراويز مذهبة وأختام ونقوش من مختلف الاشكال والالوان تخلب اعين الناظرين , دون مخافة من الله ومراعاة لحدوده , مُنكرين اباؤهم والدماء التي تجري في عروقهم حين ادعوا نسباً الى ماء غير ماء اباؤهم او حين التصقوا بجدود غير جدودهم , دون سند او تحقيق او تدقيق او اتصال شرعي ونسبي , فساهموا في اطلاق مجالس او نقابات او هيئات او أي مُسمى لأطر خارجة عن القانون للنصب والاحتيال لتحقق لهم مآربهم الدنيوية. من إصدار شهادات وبطاقات نسب تفاخريه وتشريفية واستعراضية مقابل دراهم اثقلت موازين تلك المُسميات في الدُنيا. والتي سوف تتساقط كأوراق الخريف حين تهب عليها رياح اهل الصدق والأمانة والثقة.

في كل زمان ومكان استخدم خامات للكتابة يميزها رسم واسلوب وسمة
تساعد النسابة على كشف الوثائق المزورة او المزيفة
وهو علم يختص به اصحاب الدراية






تزوير وتزييف وثائق الأنساب
اعداد: حازم زكي البكري في 19 تشرين الثاني 2018
باحث ومحقق في الانساب
رئيس لجنة تحقيق الانساب في هيئة اشراف بيت المقدس

عن حازم البكري الصديقي

حازم زكي يوسف البكري (الصديقي نسباً) (بالإنجليزيه: Hazem Z. Bakri) : ولد في بيت المقدس ( القدس الشريف ) في يوم السبت الثاني من نيسان لعام 1960 للميلاد وفق الخامس من شوال لعام 1379 للهجرة وهو باحث مقدسي من المهتمين بعلوم الأنساب والمتخصص في أنساب آل ابي بكر الصديق رضي الله عنه وأخبارهم وتُراثهم ويعتمد في أبحاثه على المخطوطات والمصادر الأولية والأرشيف العُثماني . وقد جمع مُعظم سجلات محاكم فلسطين الشرعية في العهد العُثماني (القدس ويافا ونابلس وغيرها من المدن) كمجموعات كاملة ومتفرقات من مدن آخرى ويحتفظ بنسخ من سجلات النفوس والتعدادات السكانية لكامل مُدن وقرى فلسطين في العهد العُثماني. وله كُتب وابحاث مُختلفة في الانساب والوثائق العُثمانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *