معركة استسلام الحي اليهودي في القدس القديمة
كان (كلوب باشا) الإنجليزي قائداً للجيش الأردني آنذاك، وقد خصص في البداية كتيبة مشاة واحدة فقط للدفاع عن القدس وهي الكتيبة السادسة بقيادة المقدم (عبد الله التل) والتي دخلت القدس القديمة متأخرة 48 ساعة عن الموعد المحدد. بأمر من كلوب باشا وتمركزت حول أسوار القدس القديمة من الجهة الغربية، حيث سيطرت على الباب الجديد – باب الخليل ويسمى أيضاً باب يافا – باب النبي داوود، وذلك لمنع تواصل العدو الصهيوني المتواجد في تلة النبي داوود مع حارة اليهود.
منذ بدء الاشتباكات مع صدور قرار التقسيم وإلى ما قبل دخول الجيش الأردني إلى القدس، كان المجاهدون الفلسطينيون وقوات الجهاد المقدس الفلسطيني قد تمكنوا من حصار الحي اليهودي في القدس القديمة، وقطعوا عنه كافة الإمدادات وسيطروا عليه بالكامل، وعلى ما أذكر فقد كان للمجاهد الشيخ ياسين البكري، والمجاهد فوزي القطب (قائد فرقة التدمير) ومن معهما من المجاهدين دورٌ فعالٌ في تحقيق هذا الحصار. وكان المقدم عبد الله التل يعرف هذه الحقيقة، ويدرك أهمية إسقاط واستسلام الحي اليهودي للعرب. ومن هنا فقد ركز في كل عمليات القتال مع العدو الصهيوني، التي جرت في أكثر من مكان على إسقاط الحي اليهودي واستسلامه للعرب، وهو ما حصل فعلاً بتاريخ 28/5/1948، حيث استسلمت قوات الهاغاناة ومعها كامل السكان اليهود للجيش الأردني، ونقل الجرحى وكبار السن إلى القيادة الصهيونية بواسطة الصليب الأحمر الدولي وأما المقاتلون الأصحاء من قوات الهاغاناة، والبالغ عددهم بحدود 340 مقاتلاً، فقد تم نقلهم إلى معسكر خاص بالأسرى الصهاينة في مدينة المفرق الأردنية. وقد دخلت حارة اليهود مع من دخلها من المجاهدين، وكلي شعور بالفخر والسرور بهذا الانتصار.
من كتاب
فلسطين قضية حياتي
تأليف
القائد أبو موسى