الإمام أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن خلف القرشي التيمي البكري الصديقي، سلوي الأصل،

---------
ولد بسلا سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، ونشأ بمراكش، واستوطن الفيوم من مصر حرسها الله، وبها توفي في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وستمائة، ولقبه هناك تاج الدين، وكنيته أبو العباس.
كان رضي الله عنه وافر الحظ من علم البيان نحوا وأدبا، شاعرا محسنا، محققا لعلم الكلام، بارعا في أصول الفقه، متقدما في التصوف وإليه انقطع وعليه عول، وفيه صنف ونظم في مقاصده، وتدريج سلوكه قصيدته هذه التي سماها أنوار السرائر وسرائر الأنوار، وأخذها الناس عنه واشتهرت في الأقطار لإجادة نظمها وضبطها.
قال صاحب اثمد العينين: إن هذه القصيدة حجة عند أهل الطريقة، ولم يزل المشايخ رضي الله عنهم يحضون عليها ويوصون تلامذتهم بالعمل بها، ثم نقل عن الشيخ أبي عبد الله محمد الهزميري رضي الله عنه أنه كان كثيرا ما يحض عليها أصحابه وجميع تلامذته، شديد العناية بها، ويلتزم الخير للمداوم عليها. قال: وكان هو يديم الكلام عليها ويشرح بعض مقاماتها.
وأخذ الناظم رضي الله عنه عن جماعة بمراكش، ثم جال في طلب العلم. وأخذ بفاس عن الإمام الأصولي، العابد الزاهد، أبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الكريم، المعروف بابن الكتاني العبدلاوي؛ والشيخ الإمام العلامة، النحوي، أبي ذر مصعب، ابن الإمام النحوي أبي عبد الله محمد بن مسعود بن أبي ركب الخشني الإشبيلي ثم الفاسي، من ذرية أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه الصحابي المشهور؛ والشيخ أبي العباس ابن أبي القاسم بن القفال.
ووصل إلى الأندلس فأخذ عن بعض أهلها، ثم شرق وحج. وأخذ ببغداد عن الإمام العالم، أبي محمد عبد الرزاق، ابن قطب الصديقين وحجة الله للعارفين، محيي الملة والدين، أبي محمد عبد القادر بن أبي صالح الشريف الحسني، المعروف بالجيلاني؛ والشيخ المحدث التاريخي أبي الحسن محمد بن أحمد بن عمران القطيعي؛ والشيخ أبي محمد قميص بن فيروز بن عبد الله الحنبلي.
وأخذ علم الكلام عن الإمام الشيخ الكبير تقي الدين أبي العز مظفر بن عبد الله بن علي بن الحسين الأزدي الشافعي المعروف بالمقترح.
وأخذ أصول الفقه بالإسكندرية عن الشيخ الإمام، علم الأعلام، شمس الدين أبي الحسن علي بن إسماعيل بن حسن بن عطية الإبياري المالكي.
وأخذ التصوف ذوقا وإشراقا ببغداد عن شيخ شيوخ وقته، وقدوة أهل عصره، ترجمان الطريقة، وسلطان أهل الحقيقة، شهاب الدين أبي حفص، ويكنى أيضا بأبي عبد الله، عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله القرشي التيمي البكري الصديقي، ثم الشافعي، المعروف بالسهروردي، صاحب عوارف المعارف التي هي أصل هذه القصيدة، والله أعلم.
وأخذ الطب عن أبي بيان.
وروى عنه الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن إبراهيم القيسي السلاوي، نزيل تونس، لقيه بالفيوم من مصر، والله أعلم.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك