موسوعة البكريين وبنو تيم في المراجع والمخطوطات
عقب ورهط الخليفة ابي بكر الصديق رضي الله عنه
(الجزء الاول)
إعداد : حازم زكي البكري
بيت المقدس
بسم الله وحمده والصلاة والسلام على سيد المُرسلين التبي العربي محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي العدناني وعلى آله وعلى أصحابه والتابعين ومن والاه وأتبع سنته افضل الصلاة والتسليم .
اما بعد
يأتي إصدار الجزء الاول من (موسوعة البكريين وبنو تيم في المراجع والمخطوطات ,عقب ورهط الخليفة ابي بكر الصديق رضي الله عنه) , من ضمن سلسلة متواصله من الاجزاء نجمع فيها ما كتبه السلف من النسابين والمؤرخين عن بنو تيم والبكريين ,من الأقدم الى الأحدث ,لتكون الموسوعة قاعدة بيانات ومرجعاً للباحثين والمؤرخين والنسابين والمهتمين بأخبار وانساب بنو تيم والبكريين.
أقدم المخطوطات التي تم تدوين الانساب بها والمحفوظه ولم تندرس او تضيع وتم تحقيقها وطباعتها والتي اعتمدناها في الجزء الاول هي :
“ جمهرة النسب المؤلف لابن الکلبغŒ وحذف من نسب قريش للسدوس ونسب قريش للزبيري وجمهرة نسب قريش لابن بكار ونسب عدنان وقحطان للمبرد وأنساب الأشراف للبلاذري والأخوه والأخوات للدارقطني وجمهرة انساب العرب لابن حزم والجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة للبري والمؤتلف والمختلف لابن القيسراني" .
ويلاحظ بأن ابن الكلبي كان يُحدث عن ابيه (محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث الكلبي 55 هجري – 146 هجري) والذي كان عالماً بالانساب واخبار العرب.
وقال ابنه هشام صاحب الجمهرة عنه " قال لي أبي أخذت نسب قريش عن أبي صالح وأخذه أبو صالح عن عقيل بن أبي طالب. قال: وأخذت نسب كندة عن أبي الكناس الكندي وكان أعلم الناس. وأخذت نسب معد بن عدنان عن النجاد بن أوس العدوي وكان أحفظ من رأيت وسمعت به. وأخذت نسب أياد عن عدي بن زياد الايادي وكان عالما بأياد" .وقال الذهبي عن والد صاحب الجمهره : " العلامة الأخباري أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي المفسر . وكان أيضا رأسا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث .."
ومن الواضح ان النسابين الذين دونوا الانساب بعد ابن الكلبي اعتمدوا الجمهرة كمصدر مع مخطوطات اخرى اندرست او روايات بلغتهم, قد دونوا ما وجدوه وتحققوا منه واضافوا اليه في كتبهم مما استجد من اخبار وانساب في زمانهم .
ولا بد من الإشارة ان اصحاب كُتب أنساب العرب منذ بدأ التدوين حتى يومنا , سارت على المنهج الذي وضعه امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أنشأ ديوان العطايا بعد عشرين عاماً من الهجرة والذي سجل فيه اسماء القبائل العربية ,والذي رتبه حسب الانساب والمنازل فبدأه من القرابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الاقرب فألاقرب مستعينا بذلك باصحاب الدرايه في علم الانساب: "جبير بن مطعم وعقيل بن أبي طالب و مخرمة بن نوفل ".
وفي ذلك يقول الامام محمد بن إدريس { الشافعي } رضي الله عنه:
" لما أراد عمر بن الخطاب أن يدون الدواوين ويضع الناس على قبائلهم ولم يكن قبله ديوان استشار الناس فقال بمن ترون أبدا فقال له قائل تبدأ بقرابتك فقال بل أبدأ بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ ببني هاشم وبني المطلب وقال حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين حين أعطاهم الخمس معا دون بني عبد مناف وكانت السن إذا كانت في بني هاشم قدمها وإذا كانت في بني المطلب قدمها وكذلك كان يصنع في جميع القبائل يدعوهم على الأسنان ثم نظر فاستوت له قرابة بني عبد شمس وبني نوفل بالنبي صلى الله عليه وسلم فرأى أن عبد شمس أخو هاشم لأمه دون نوفل فرآه بهذا أقرب ورأى فيهم سابقة وصهرا بالنبي صلى الله عليه وسلم دون بني نوفل فقدم دعوتهم على دعوة بني نوفل ثم بعدهم ثم استوت له قرابة بني أسد بن عبد العزي وبني عبد الدار فرأى أن في بني أسد سابقة وصهرا يعني للنبي صلى الله عليه وسلم وأنهم من المطيبين ومن حلف الفضول وأنهم كانوا أذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمهم على بني عبد الدار ثم جعل بني عبد الدار بعدهم ثم رآى آل بني زهرة وهم لا ينازعهم أحد ثم استوت له قرابة بني تيم بن مرة وبني مخزوم بن يقظة بن مرة فرأى أن لبني تيم سابقة وصهرا للنبي صلى الله عليه وسلم فإن بني تيم من المطيبين ومن حلف الفضول فقدمهم على بني مخزوم ثم وضع بني مخزوم بعدهم ثم استوت له قرابة بني جمح وسهم وعدي بن كعب رهطه فقال أما بنو عدي بن كعب وسهم فمعا وذلك أن الإسلام دخل عليهم وهم كذلك ولكن بمن ترون أن أبدأ بسهم أم جمح إني أرى أن أبدأ بجمح فلا أدري السن لجمح أم لغير ذلك ثم وضع بني سهم وبني عدي بعدهم ثم وضع بني عامر بن لوي ثم بني فهر وقد زعموا أن أبا عبيدة بن الجراح لما رأى من يقدم بين يديه قال أيدعى يوضع قبلي فقال أنت حيث وضعك الله فلما رأى جزعة قال أما على نفسي وأهل بيتي فأنا طيب النفس أن أقدمك وكلم قومك فإن هم طابوا بذلك نفسا لم أمنعكه وقد دعى بنو الحارث بن فهر أن عمر قدمهم فجعلهم بعد بني عبد مناف أو بعد بني قصي فسألت عن ذلك أهل العلم من أصحابه فأنكروه وقالوا أبو عبيدة من بني محارب بن فهر لا من بني الحارث وهذه الدعوة المقدمة في غير موضعها لبني الحارث لا لبني محارب وإنما قدمهم معاوية بن أبي سفيان لخؤلة كانت له فيهم"
ولتكتمل الفائدة من هذا التجميع والنقل من المصادر التي اخترناها في الجزء الاول من الموسوعة قمنا بتشجير انساب بنو تيم والبكريين, وفي الاجزاء القادمة والتي سنعتمدها من كتب ومخطوطات أخرى ذكرت بنو تيم والبكريين سيتم تحديث تلك المُشجرات بناء على يستجد بها من اخبار وانساب وتراجم.
وفي كل جزء سنختار بحث او اكثر من اخبار بنو تيم والبكريين او سرد تاريخي لأحدى فروعهم مع تراجم اعلامهم , وقد اخترنا لهذا الجزء موضوع عن "البكريون في فلسطين بعد تحريرها من الفرنجة" وذلك لتعلق قلوب المسلمين بارض مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ,ارض المحشر والمنشر.
|
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك