أفضلية القرشية على غيرها من النساء
منقول

لقد ضربت المرأة القرشية أروع المثل في الماضي والحاضر فهي خير نساء العرب بشهادة نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وذلك بشفقتها على أطفالها ورحمتها لهم ورعايتها لحقوق زوجها واهتمامها به وصيانتها لعرضه.
فقد روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قال : سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: « نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه [1]على الطفل وأرعاه[2]على الزوج في ذات يده[3]» يقول أبو هريرة على إثر هذا ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط [4].
وسبب هذا الحديث هو:أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَلِي عِيَالٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ هذا الحديث. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : فيه فضيلة نساء قريش وفضل هذه الخصال وهي الحنوة على الأولاد والشفقة عليهم وحسن تربيتهم والقيام عليهم إذا كانوا يتامى ونحو ذلك ؛ مراعاة حق الزوج في ماله وحفظه والأمانة فيه وحسن تدبيره في النفقة وغيرها وصيانته ونحو ذ لك 0 معنى ركبن الإبل نساء العرب ولهذا قال أبو هريرة في الحديث لم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط والمقصود أن نساء قريش خير نساء العرب اهـ ونقل ابن بطال رحمه الله تعالى في شرحه صحيح البخاري قول المهلب: إنما يركب الإبل نساء العرب، ونساء قريش من العرب، فنساء قريش خير نساء العرب، وقد أخبر عليه السلام بما استوجبن ذلك، وهو حنوهن على أولادهن، ومراعاتهن لأزواجهن، وحفظهن لأموالهم، وإنما ذلك لكرم نفوسهن، وقلة غائلتهن لمن عاشرهن وطهارتهن من مكايدة الأزواج ومشاحنتهن.اهـ وقال العراقي في كتابه (طرح التثريب) شارحا حديث« نساء قريش خير نساء..." قال :فِيهِ تَفْضِيلُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ عَلَى غَيْرِهِنَّ وَقَوْلُهُ "رَكِبْنَ الْإِبِلَ" إشَارَةٌ إلَى الْعَرَبِ ؛ لِأَنَّهُمْ الَّذِينَ يُعْهَدُ عِنْدَهُمْ رُكُوبُ الْإِبِلِ فَعَبَّرَ بِرُكُوبِ الْإِبِلِ عَنْ الْعَرَبِ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ الْعَرَبَ خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِنَّ فَيُسْتَفَادُ بِذَلِكَ تَفْضِيلُهُنَّ مُطْلَقًا [5].اهـ .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري :وَقَدْ عُرِفَ أَنَّ الْعَرَب خَيْر مِنْ غَيْرهمْ مُطْلَقًا فِي الْجُمْلَة فَيُسْتَفَاد مِنْهُ تَفْضِيلهنَّ مُطْلَقًا عَلَى نِسَاء غَيْرهنَّ مُطْلَقًا...وَفِي الْحَدِيث الْحَثّ عَلَى نِكَاح الْأَشْرَاف خُصُوصًا الْقُرَشِيَّات ، وَمُقْتَضَاهُ أَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ نَسَبهَا أَعْلَى تَأَكَّدَ الِاسْتِحْبَاب أ.هـ [6]. وقال شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله في كتاب قمع المعاند ص 465 :والرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قد رغب المسلمين بالزواج بالقرشية لأن في ذلك مصلحة للزوج : أولا ثم للقرشية: ثانيا فالرجل يحب المرأة التي تمتاز بالفضائل والمرأة إذا عرف قدرها وخيرها تسابق الصلحاء من المؤمنين على الزواج بها اهـ. كيف لا تكون كذلك وقد تربت في بيئة كريمة سادها الإيمان والهدوء والخلق العظيم .
قال صاحب كتاب فقه السنة :ومن المزايا التي ينبغي توفرها في المرأة المخطوبة أن تكون من بيئة كريمة معروفة باعتدال المزاج، وهدوء الأعصاب، والبعد عن الانحرافات النفسية، فإنها أجدر أن تكون حانية على ولدها، راعية لحق زوجها.اهـ . فإذا كانت القرشية كذلك فلا ينبغي أن يتبع ولي أمرها هواه , ويعجب بكبره فيظلم نفسه ويظلم غيره فالرجل العاقل يختار لابنته أو أخته أو قريبته رجلا صالحا يعينها على الخير والتقى ولا يشترط مع ذلك الحسب أو النسب أما إذا توفر ذلك فهو مرغب فيه. ولشيخ الإسلام ابن تيمية الله تعالى كما في مجموع فتاواه (31/ 382 -383)فائدة قل أن يتنبه لها وهي قوله:وَلَمْ تَتَمَكَّنْ الصَّحَابَةُ مِنْ سَبْيِ نِسَاءِ قُرَيْشٍ ؛ كَمَا تَمَكَّنُوا مِنْ سَبْيِ نِسَاءِ طَوَائِفَ مِنْ الْعَرَبِ ؛ وَلِهَذَا لَمْ يُسْتَرَقَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ .اهـ.
[1] - أحناء: أكثره شفقة.
[2] - أرعاه: أحفظه واصون لما له بالأمانة فيه والصيانة له وترك التبذير في الإنفاق.
[3] - ذات اليد: المال يقال فلان قليل ذات اليد:.
[4] - رواه مسلم(2527)
[5] قال شيخنا عثمان السالمي سلمه الله :لا يسلم له مطلقا لأن الله يقول:{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}والتفضيل يكون بالتقوى والعمل الصالح سواء كان غنيا أو فقيرا .
[6] - الفتح 9/155 عند حديث رقم 5082 )
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك