مُقدمه:
تعلق أفئدة وقلوب البكريين احفاد الخليفة ابي بكر الصديق كغيرهم من المُسلمين في بيت المقدس وأكنافها لزيارته او الإقامة فيه إمتثالاُ للتوجيه السماوي والحث النبوي , فعن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، قال: "أرض المحشر، والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره"، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: "فتهدي له زيتًا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه".
وعَنْ ذِي الأَصَابِعِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِ ابْتُلِينَا بِالْبَقَاءِ بَعْدَكَ ، فَأَيْنَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَنْزِلَ ؟ قَالَ : " انْزِلْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُكَ ذُرِّيَّةً يَعْمُرُونَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ ، يَغْدُونَ إِلَيْهِ وَيَرُوحُونَ "
وقد ألف جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي البكري الصديقي التيمي القرشي المتوفي عام 597 هجري كتابه عن تاريخ بيت المقدس وفضائله هذا الكتاب يتحدث عن بيت المقدس، ويروي لنا الكثير من الآثار والأخبار والأحاديث التي جاءت في هذه البقعة المباركة، ويوضح تاريخ بيت المقدس منذ القدم، وما مر به من الأحداث، و يسلط الضوء على فضل الصلاة في بيت المقدس، وفضل الإحرام فيه، وفضل الصدقة والصيام فيه، ويحدثنا عن الصخرة وأنها من الجنة، وعن البلاطة السوداء ومن أين تدخل الصخرة، وفي قبة المعراج، ويحدثنا عن عين سلوان وبناء بيت المقدس وفضل جب الورقة، وفضل الساهرة وفضل من مات بها.
ومن مشاهير البكريين الذين زاروا وأقاموا في بيت المقدس واكنافها بعد تحرير فلسطين من الفرنجه ممن بلغتنا اخبارهم من خلال المراجع والمصادر وسجلات المحاكم الشرعيه التي اطلعنا عليه حتى اعداد هذا البحث حسب الترتيب الزمني :
•الفقيه الشافعي المتصوف أبو النجيب السهروردي (واسمه عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمويه بن سعد البكري الصديقي) ، ، ولد بسهرورد عام 490 هـ \1097 م واليها يُنسب (وهي بلدة قريبة من زنجان) وهو عم شهاب الدين أبو حفص عمر السهروردي البغدادي مؤسس الطريقة السهرورديه. وابو النجيب من نسل الخليفه ابي بكر الصديق رضي الله عنه , توجه إلى الشام سنة سبع وخمسين وخمسمائة (557 هجرية) لزيارة بيت المقدس والاقامة فيها، فلم يتفق له ذلك لانفساخ الهدنة بين المسلمين , والفرنج فأقام بدمشق
• الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ ابي النجيب السهروردي البكري الصديقي ,احد قادة تحرير عكا
و قاضيها وخطيبها وامامها ومُحتسبها ومتولي وقفها ولد سنة 534 للهجره في بغداد ودخل عكا قائداً ومُحرراً مع الفقيه عيسى الهكاري في يوم الجمعة الثانية من شهر جمادي الاول من عام 573 هـ
• عالم العروض والنحو عبد المنعم بن صالح بن أحمد بن محمد، أبو محمد المصري، المسكي. النحوي المعروف بالإسكندراني ولد في قرية مسكه – قضاء بني صعب – طولكرم كان علامة ديار مصر في النحو، توفي 633 للهجرة.
* الفيروزابادي :مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن أبي بكر بن أَحْمد بن مَحْمُود بن إِدْرِيس بن فضل الله بن الشَّيْخ أبي إِسْحَق إِبْرَهِيمُ بن عَليّ بن يُوسُف بن عبد الله الْمجد أَبُو الطَّاهِر وَأَبُو عبد الله بن السراج أبي يُوسُف بن الصَّدْر أبي إِسْحَق بن الحسام بن السراج الفيروزابادي الشِّيرَازِيّ اللّغَوِيّ الشَّافِعِي.
المولود في 729 هجري
قال السخاوي :وَورد بَغْدَاد فِي حُدُود سنة أَربع وَخمسين وَاجْتمعَ بوالدي وَقَرَأَ عَلَيْهِ ورحل مَعَه إِلَى الشَّام ثمَّ إِلَى مصر وسمعا بِالْقَاهِرَةِ الصَّحِيح على الفارقي وفارقه وَالِدي فحج وَرجع إِلَى بَغْدَاد وَأقَام الْمجد بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ بالقدس ثمَّ بِالشَّام ثمَّ جاور بِمَكَّة مُدَّة عشر سِنِين أَو أَكثر
• بدر الدين محمد بن أبي بكر بن سليمان البكري مؤلف الاعتناء في الفرق والاستثناء : كتاب يبحث في قواعد الفقه وفروعه اقام في القدس ونسخ مخطوط “شرح ألفية العلامة جمال الدين بن مالك” للأبناسي وفرغ منه في المسجد الأقصى عام 772 هجري.
عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حَامِد ابْن أبي الطَّاهِر بن عمر بن خَليفَة بن الشَّيْخ الْوَلِيّ أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ الشّرف أَبُو السعادات وَأَبُو الْفَضَائِل بن كريم الدّين أبي المكارم بن كَمَال الدّين أبي عبد الله بن سعد الدّين بن الْخَطِيب جمال الدّين الْقرشِي الْبكْرِيّ الصديقي الجرهي المحتد الشِّيرَازِيّ المولد الشَّافِعِي
توفى 828 هجري
قال السخاوي :وَأخذ بِالْمَدِينَةِ عَن الزين الْعِرَاقِيّ الْكثير وببيت الْمُقَدّس عَن الْجلَال عبد الْمُنعم بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ والعفيف عبد الله البسطامي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الندرومي
• وكان اول قاضي حنبلي في مدينة القدس قاضي الاقاليم الشيخ عبد العزيز بن علي بن أبي العز البكري (ت 846/1443)، ذكره مجير الدين الحنبلي فقال: “العلامة الحنبلي الشيخ العالم المفسر قاضي الأقاليم، ولي قضاء بيت المقدس بعد فتنة تيمورلنك سنة أربع وثمانمائة، ولم يُعلم أن حنبليا قبله ولي القدس”، واستمر فيه زهاء 20 سنة، وتوفي في دمشق.”
الجلال البكري - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عوض بن عبد الْخَالِق بن عبد الْمُنعم بن يحيى بن مُوسَى بن الْحسن بن عِيسَى بن عشبان بن عِيسَى بن شعْبَان بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن نوح بن طَلْحَة بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق الْجلَال أَبُو الْبَقَاء بن الْعِزّ أبي الْفضل بن الزين أبي الْعَبَّاس بن نَاصِر الدّين بن الْبكْرِيّ الدهروطي ثمَّ الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي
ولد 807 هجري
قال السخاوي " التقلل وَقد حج مرَّتَيْنِ وجاور وَأخذ هُنَاكَ عَن الأهذل وَكَذَا دخل دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده وَيُقَال إِن القاياتي اقْتصر فِي مصر عَلَيْهِ، واستقل بِقَضَاء اسكندرية فِي رَابِع عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عوضا عَن الشهَاب الْمحلى
عبد الْملك بن عَليّ بن عَليّ بن مباركشاه بن أبي بكر بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مسنونة حفيد إِمَام الدّين أبي مُحَمَّد وَأبي المكارم بن شهَاب بن الْملك الشّرف الصّديق الْبكْرِيّ الساوجي النيريزي ثمَّ الْقزْوِينِي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي من بَيت كَبِير.
ولد 817 هجري
قال السخاوي"ولد فِي صفر سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بقزوين وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن وَالِده وَغَيره وَقدم علينا حَاجا فِي سنة سبع وَسِتِّينَ فَأخذ رِوَايَة عَن الْأمين الأقصرائي والتقي القلقشندي وَكَذَا أَخذ عني واغتبط بِي كثيرا وأفادني تَرْجَمَة وَالِده وَغَيرهَا وَحج، وَرجع فَأَقَامَ يَسِيرا وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام وحلب وسافر إِلَى بِلَاده بعد إِحْسَان الْأَمِير قايتباي إِلَيْهِ كثيرا لاعْتِقَاده فِيهِ
• وكان ناظر القدس والخليل ومُدرس الصلاحية وكاتب السر ومؤسس المدرسة الباسطية في القدس الشريف قاضي القضاة شمس الدين محمد بن عطاء الله الرازي الهروي ثم المقدسي وهو ذرية الفخر الرازي البكري الصديقي الحنفي ثم الشافعي توفي بالقدس في ليلة الاثنين تاسع عشر ذي الحجة سنة 829 هجرية ودفن بماملا بالبسطامية وكان شرع في بناء المدرسة فلم يتمها فأكملها القاضي عبد الباسط وهي المشهورة يومئذ بالباسطية عند باب الدويدارية أحد ابواب المسجد الأقصى وشرط عبد الباسط في وقفه على الصوفية اذا فرغوا من الحضور قراءة الفاتحة وإهداء ثوابها في صحائف الهروي
• واقام بأمرسلطاني في مدينة الخليل عام 872 للهجره القاضي نور الدّين بن الخواجا شهَاب الدّين الْبكْرِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي المعروف بِابْن الصَّابُونِي القاضي العلائي (علاء الدين) علي (ابي الحسن) ابن أحمد بن محمد بن سُليمان بن محمد ابن ناصر الدين البكري الصديقي الشافعي نَشأ كأبيه تَاجِرًا فحفظ الْقُرْآن وقد ابتنى تربة بِالْقربِ من جَامع آل ملك في مصر وَلما مَاتَ الْجلَال الْبكْرِيّ دَفنه بهَا وتوفاه الله في مصر عام 904 للهجره ِ
• وقد تقلد البكريون (احفاد نور الدين البكري) مناصب رفيعه في المسجد الابراهيمي واوقافه فكانت لهم منذ بداية العهد العُثماني رئاسة المؤذنين في الحرم الشريف وإمامته وهم من طائفة المجاورين واشتهروا من ضمن العائلات العشره التي كانت تُدير شؤون مدينة الخليل .
• وزار الشيخ جلال البكري الشافعي بيت المقدس اثناء واقعة كنيسة اليهود في القدس عام 877 هجري .
• وكان يُدرس في المسجد الأقصى الشيخ محمد بن أبي الحسن محمد بن محمد البكري الصديقي المصري المتوفي عام 993 للهجره ذكر صاحب النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس في ترجمة محمد بن ابي الحسن : " وَكَانَ يجلس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَفِي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَفِي الْمَسْجِد الْأَقْصَى وفى الْجَامِع الْأَزْهَر..."
• واستقر الشيخ الصالح البركة شمس الدين محمد ابن الشيخ المرحوم صالح البكري في البعنه – عكا في اوائل القرن العاشر الهجري حيث ورد اسمه كشاهد في وقفية للسلطان سليم خُطت عام 922 هجري.
• واقام في القدس الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد الصديقي الشافعي عام 983 هجري
• وزار القدس أحمد بن زين العابدين بن محمد عام 1018 هجري.
• وزارها ايضاً الشيخ محمد البكري وولداه أبو المواهب وزين الدين عام 1069هجري.
• ومن اعلام البكريين الذين اقاموا في القدس أحمد بن كمال الدين بن محيي الدين بن عبد القادر البكري الحنفي.
• وابنه الشيخ أسعد بن أحمد بن كمال الدين البكري حيث ولي قضاء القدس لفترة قصيرة. وكان متولياً على أوقاف المصريين في فلسطين، كما تبين حجة صادرة عام 1093هجري.
• وحفيده خليل بن أسعد بن أحمد بن كمال الدين البكري الصديقي الدمشقي الرومي الحنفي، المعروف بـ "صديقي زاده"، نزيل قسطنطينية، تولى قضاء القدس عام 1158 هجري.
• ومن دُفن من البكريين في مقبرة مأمن الله عام 1148 هجري الشيخ عبد القادر الصديقي الحنفي البغدادي .
• ومن مشاهير البكريين الذين اقاموا في القدس الشيخ مصطفى بن كمال الدين البكري الصديقي الخلوتي حيث زارهاعام 1122هجري وزار مدينة الخليل وتكررت زيارته الى فلسطين في عام 1126هـ وفي عام 1129هـجري وقد سجل مشاهداته في كُتب اصبحت مرجعاً للمؤرخين والباحثين وقد عمّر في القدس الخلوة التحتانية الواقعة بباب الناظر وكانت تدعى الزاوية الوفائية سابقا وتزوج في القدس وأصبحت مقر إقامته الرئيسي وفي عام 1143 هجري رُزق بمدينة القدس بولده (محمد) وفي عام 1144 للهجرة اشترى بيتا في القدس الشريف بالقرب من باب الناظر بثمن وقدره 600 زولتة وأقام في القدس بشكل متقطع حتى عام 1161هـ ، ثم توجه إلى مصر بعد اداءه مناسك الحج وتوفي فيها عام 1162هـ .
• وأما ولده كمال الدين البكري محمد بن مصطفى بن كمال الدين بن علي البكري الصديقي الحنفي المقدسي ثم الغزي الشيخ العالم العلامة الصوفي الأديب الشاعر المتفنن الأوحد أبو الفتوح فقد ولد في ثالث رمضان ليلة الجمعة سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف ببيت المقدس ونشأ في حجر أبيه وقرأ القرآن العظيم وختمه هو ابن تسع سنين وأخذ في طلب العلم.
• وولد في عام 1904 م بمدينة الخليل الشيخ المجاهد ياسين بن صادق البكري قائد معركة اسوار القدس وتوفى عام 1973م في القدس ودُفن فيها وابنه الشاعر فوزي البكري ومن مشاهير عائلة البكري المعاصرين مُحافظ الخليل السيد جبرين البكري والوزير الشيخ حاتم البكري والقائم بأعمال قاضي القضاة الشيخ واصف البكري ورئيس اتحاد الكراتيه الفلسطيني السيد محمد البكري ومن البكريين ايضاً ابن القدس البار المرحوم المحامي علاء الدين زكي البكري ,والعبد الفقير لله تعالى كاتب هذه السطور ومخرج فلم جنين جنين محمد البكري وغيرهم الكثير لا يتسع المجال لذكرهم وسنفرد مبحثاً منفرداً بذلك وتعد مدينتي الخليل والقدس والعاصمة الاردنية اكبر تجمعات لاحفاد نور الدين البكري في الوقت المُعاصر .
* الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ ابي النجيب السهروردي البكري الصديقي
احد قادة تحرير عكا
و قاضيها وخطيبها وامامها ومُحتسبها ومتولي وقفها وسنفرد مبحثاً منفصل عنه وعن والده
ستجدوه على هذا الرابط
https://alansab.net/forum/showthread.php?t=98828
.
