سجل
(( النفوس العثماني ))
جمع وإعداد هاني عمر سكرية باحث مختص في الأرشيف العثماني
كثرت الأسئلة في الأونة الأخيرة عن النفوس العثماني الخاص بولاية سورية عموما وسنجق الشام (دمشق) خصوصا ,
ومن أجل ذالك سوف نتناول اليوم موضوع النفوس العثماني ,
حرصت الدولة العثمانية على أجراء احصائات سنوية تشمل السكان والمنشئات الحكومية والمباني الدينية والمنازل والقرى والمزارع و المزروعات من أشجار وغيرها ,
وطبعا الأحصاءات العامة تختلف عن أحصاء النفوس المقيد في الدفاتر فهو الأدق وكان متباعد الأزمنة ,
ونتناول الأن الأحصاء السكاني والتقييد وما يعرف حاليا (النفوس العثماني )
أول أحصاء سكاني قامت به الدولة العثمانية في دمشق وما زالت نسخ منه موجودة الى الأن عام 1240 هـ وهي نسخ ناقصة وغير مكتملة ,
وهذه النسخة غير موجودة في سوريا وهي موجودة في تركيا ولكن كما أسلفت أنها غير مكتملة ومشوشة ولا يؤخذ بها .
والموجود الأن في دمشق هو ثلاث تحارير نفوس وهي :
تحرير نفوس عام 1270 هـ وهو الأقدم
تحرير نفوس عام 1300 هـ
تحرير نفوس عام 1321 هـ
وأنا اتكلم ن مخزون نفوس دمشق فقط
,اما عن مخزون ريف دمشق الشرقي واقصد هنا الغوطة الشرقية والتي كان دوما مقر قضائها لم يصلنا شيئ من مخزون نفوسها وقد أتلف أُثناء المعارك أثناء الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي في حريق دمر المبنى الذي يحتوي هذا السجلات ,
وهناك قرى كانت قد الحقت سابقا بدمشق الشام وبذالك سلمت سجلات نفوسها من التلف الذي حصل ,
نعود للحديث عن دفاتر النفوس العثماني الخاصة بدمشق الشام المدينة , فقد سلمت سجلاتها بالكامل وكما اسلفت تحتوي على ثلاث تحارير وكل تحرير نجد اسماء العائلات الدمشقية نفسها ,
وسوف أشرح الان بالتفصيل ماذا تحتويه هذه الدفاتر من معلومات ,
كانت أحصاءات النفوس تجري وفق ضوابط صارمة فكانت اللجنة المكلفة باحصاء النفوس مؤلفة من عدة أشخاص منهم موظفين حكوميين ونجد ايضا عند دخول اللجنة للحي المراد أحصاء نفوسه وتقييدها في الدفاتر نجد مختار الحي وشيخ المسجد وعدد من الشهود من ابناء الحي ,
ويتم الدخول للحي بحضور ذالك الجمع ويبدء مختار المحلة أو شيخها بقرع أبواب البيوت ويخرج صاحب المنزل فيسئله الموظف أن كان يملك أوراق نفوس قديمة , و ان كان مسجل سابقا وعن أسمه وأسم ابوه وأن كان متزوجا وكم عنده من الأبناء وكم عنده من الزوجات وتاريخ توالد الجميع وعن المهنة التي يعتاش منها هو ومن معه بلمنزل من الأشخاص البالغين وقبل البدء بالتقييد على الدفاتر يتم سؤال الشهود وشيخ الحي ومختار الحي عن مدى صحة هذه المعلومات وأن شهدوبصحتها عندها يتم التقييد ويمنح رقم قيد (خانة ) أن كان لا يحمل رقم قيد قديم , وأن كان يحمل يقيد الموظف بيانات القيد القديم ويعطيه رقم قيد جديد مع كتابة رقم القيد القديم في اعلى الصفحة المخصصة لهذا البيت ,
ومثال على ذالك منزل العائلة كان في الميدان وبعد وفاة الوالد تم بيع المنزل وأنتقل أحد الابناء الى الشاغور وهو مقيد اصلا على قيود ابيه في الميدان فيتم أعطائه رقم خانة جديد في الشاغور مع ذكر خانته السابقة التي كان يحملها عندما كان مقيم في الميدان ,
وقد نجد عائلات حملت ثلاث ارقام مختلفة في كل تحرير نفوس من التحارير الثلاثة رقم خانة مختلف وذالك يدل على تبدل مكان اقامتهم داخل الحي نفسه أو الطريقة التي انتهجتها لجنة الأحصاء بتقييد النفوس داخل الحي في كل مرة .
أي ببساطة شديدة اللجنة دخلت الحي وبدأت الأحصاء من جانبه الشرقي في أول مرة وفي الأحصاء الذي تلاه بدأت من جانبه الغربي ,
وطبعا رقم الخانة لا يدل على قدم الفترة التي استقرت بها العائلة في الحي وفق ما تكلمت به في السطور الأخيرة ,
ونجد أيضا في هذه الدفاتر معلومات مفصلة عن الشخص ومنها أوصافه اي طويل أو قصير ولون العيون ولون البشرة والرقم العسكري ولاي كتيبة ينتمي وأن كان قد أدى خدمته العسكرية , ونجد أيضا رقمه في الأحتياط ,
وطبعا مواليده وتاريخ وفاته و أسم الأم واسم الأب وأسم الزوجة وخانتها السابقة (رقم قيدها ) والأبناء ,
مكان الولادة أسم الزقاق والحي والمدينة وطبعا المهنة التي كان يزاولها ,
وطبعا التقييد يشمل كل الأشخاص الموجودين في المنزل وحتى الجواري والخدم ,
ويشمل ايضا معلومات عن الأصول أن كان من لم يولد في دمشق ,
أذا سجلات النفوس العثمانية هي ثروة علمية لا تقدر بثمن بكل ما تحمله الكلمة من معنى ,
وأخيرا أتمنى أن أكون أجبت في هذه الدراسة المختصرة عن الأسئلة التي يتم تداولها حاليا بخصوص النفوس العثمانية الخاصة بدمشق ,
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك